دلالة سرعة الحديث في علم النفس

قد يؤدي التحدث بسرعة كبيرة إلى تقليل القدرة على نقل الرسالة التي يردها الشخص بشكل فعال، كما أن ذلك قد يؤدي إلى توليد توليد مشاعر مختلفة لدى المستمتع مثل التوتر والارتباك وصعوبة الفهم، وبشكل عام قد تدل سرعة الحديث على القلق والتوتر، أو غيرها من الدلالات،[١] وفيما يأتي بيان لمعنى كل ذلك في علم النفس:


الشعور بالضغط والتوتر

قد يؤدي الشعور بالضغط والتوتر إلى التحدث بسرعة كبيرة، ويمكن ملاحظة ذلك خاصة عند التحدث أمام الآخرين، وذلك بسبب الشعور بالضعف والقلق، وذلك قد ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الانطوائيين أو الخجولين بطبيعتهم، وسرعة الحديث قد تظهر عند الشعور بالقلق لدى بعض الأشخاص، بينما قد يلاحظ البعض الآخر أنه مقيد اللسان، أو أنه يتعرق أو يهتز، وجميعها تعتبر من ردود الأفعال النابعة بسبب الشعور بالتوتر عند الحديث.[٢]


والسبب الكامن وراء الحديث بسرعة عند الشعور بالتوتر والقلق يعود إلى الرغبة في إنهاء الحديث، والتواصل مع الآخرين في أكبر سرعة ممكنة، وذلك عادة ما يكون على حساب وضوح الكلام، مما يؤدي إلى الغمغمة أو التشويش في الحديث، وعلى الرغم من انطباق هذه الحالة على الأشخاص الانطوائيين بشكل كبير أثناء الحديث، إلا أنها قد تنطبق أيضاً على الأشخاص المنفتحين أثناء الكلام.[٣]


سرعة التفكير

قد يعود السبب وراء سرعة الحديث لدى بعض الأشخاص إلى وجود الكثير من الأفكار المتسارعة في أذهانهم، وفي هذه الحالة قد يتحدث الفرد حتى قبل أن يفكر جيداً فيما سيقول، وقد يقول ما يدور في ذهنه مباشرة دون التفكير في الأمر أو تحليله أولاً،[٢] وذلك يعني أن الشخص يفكّر أثناء الحديث فيما يقول بدلاً من التفكير قبل البدء بالتحدث.[٣]


التنشئة الاجتماعية

في بعض الأحيان قد يتحدث الأشخاص بسرعة كبيرة لأنهم يحتاجون إلى لفت نظر الآخرين أو جذب انتباههم، وذلك قد يظهر لدى الأفراد الأصغر سناً في العائلة لجعل صوتهم مسموعًا، وجذب انتباه أشقائهم الآخرين لهم، خاصة في حال كان الأشقاء الاكبر سناً مشاغبين، وأصواتهم مرتفعة،[٢] فذلك يعود في سببه إلى التهيئة والتنشئة الاجتماعية للفرد منذ الصغر، فالنشأة في بيئة صاخبة قد تدفع الفرد إلى التحدث بسرعة للانتهاء على الفور مما سيقول، من أجل إيصال رسالته كاملة وجذب الانتباه بسرعة،[٣]كما أن سرعة الآباء المرتعة في احلديث قد تدفع الأبناء أيضاً إلى التحدث بسرعة كبيرة في المستقبل.


اختلاف اللغة الأم

قد يؤدي التحدث بلغة أخرى مختلفة في سرعتها عن اللغة الأم أو الأصلية للفرد إلى تحدثه بسرعة كبيرة، فتحدث لغة سريعة كلغة أم أصلية، ثم التحدث بلغة أخرى تقل في سرعتها عنها، قد تؤدي إلى تحدث اللغة الثانية بسرعة كبيرة دون قصد، والنطق السريع بشكل كبير للغة الثانية.[٣]


الإصابة بأحد اضطرابات الكلام

في بعض الأحيان قد تدل سرعة الحديث على وجود بعض الاضطرابات النفسية مثل اضطراب الكلام المعروف باسم اضطراب كفاءة الكلام أو اضطراب طلاقة الكلام (tachylalia) وفيه يتم حذف بعض الأصوات والمقاطع عند نطق الكلمات، وعدم تناسق الجهاز التنفسي، ونتيجة لذلك تكون لغة هؤلاء الأشخاص غير مفهومة عند الحديث غالباَ.[١]





المراجع

  1. ^ أ ب "The Racing Mind: The Difficulties of Being a Fast Talker", exploringyourmind.com, Retrieved 7/6/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Why Do I Talk So Fast?", hiddenstrength.com, Retrieved 7/6/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Do You Talk Too Fast? How to Slow Down", psychologytoday.com, Retrieved 7/6/2023. Edited.